You are currently viewing كلمة تدريسي في قسم الفيزياء

كلمة تدريسي في قسم الفيزياء

  • Post category:مقالات

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على مكمل علوم الأولين والآخرين، محمد بن عبد الله النبي الأمين، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداهم أجمعين. أما بعد…

مع توالي صدور أعداد مستقلة من مجلة الدراسات التربوية والعلمية في فروع تخصصية متعددة، ومن ضمنها العلوم الصرفة والتطبيقية، فإن هذه إضافة جديدة لحركة النشر والتوثيق في العراق تأتي منسجمة مع التوجه العالمي لتأسيس المنصات المتخصصة على المستويات الدقيقة للعلوم والمعارف وما فرضه ذلك من استحداث التصنيفات العالمية للمجلات والدوريات العلمية سعياً وراء ترصين نتاج حركة البحث العلمي العالمية وجعله بمتناول المؤسسات التطبيقية والتنفيذية والصناعية.

لقد بدت الخطوة الأولى والمتمثلة بتأسيس هذه المجلة الفتية قبل سنوات خطوة كبيرة في ظل بيئة البحث العلمي الوطنية التي تضم اليوم أكثر من مائتين وخمسين مجلة علمية دورية معترف بها. ومع محدودية الإمكانيات المتاحة حينئذٍ، فقد كان ذلك إنجازاً حقيقياً لكلية التربية بالجامعة العراقية أن تصدر مجلتها التي اشتملت على فروع تخصصية عديدة تقف في مقدمتها الفروع العامة للأقسام التي تضمها هذه الكلية المثابرة. ثم جاءت عملية المراجعة الشاملة لواقع حركة النشر والتوثيق المحلية والعالمية وما استجد فيها خلال السنوات القليلة الماضية، لتتخذ هيئة التحرير قرارها التاريخي بأن يصدر كل عدد من أعداد المجلة مشتملاً على بحوث ودراسات في فرع تخصصي عام واحد من ضمن اثني عشر فرعاً مسجلة دولياً. ومع استمرارية المنافسة الشريفة والسعي الدؤوب لبلوغ مستويات مرموقة من الأداء والإنجاز على المستوى الوطني، فإننا عاقدون العزم على الارتقاء بمجلتنا لما هو أفضل من خلال اعتماد آليات العمل القويم والتحكيم الرصين للبحوث والدراسات المنشورة، وأدواتنا في ذلك محاكاة التجارب الناجحة في هذا الميدان محلياً وإقليمياً وعالمياً.

إننا في هيئة تحرير مجلة الدراسات التربوية والعلمية ماضون في تحقيق أقصى ما يمكن من متطلبات دخول المجلة لأحد التصنيفات أو المستوعبات العالمية من خلال برنامج زمني نسعى جاهدين لتقليصه واختزاله في إطار عام يضمن الرصانة والموضوعية لما ينشر وسينشر في الأعداد القادمة للمجلة. وبناء على ما تقدم، فإننا ندعو الباحثين العراقيين وغير العراقيين لرفد مجلتنا بالبحوث والدراسات في الفروع التخصصية كافة لتكون بحوثهم ودراساتهم نواة نجاح نسعى إليه وتميز نعمل من أجله ومعياراً قويماً للبحث العلمي نضعه نصب أعيننا. وإن هذه المجلة ليست سوى خطوة على الطريق، ولبنة جديدة في صرح العلم في بلدنا العراق.

إن المجلة اليوم تسعى لإصدار أعداد مستقلة في سبعة فروع للعلوم الصرفة والتطبيقية هي الفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة والحاسوب والرياضيات وعلم الأرض والطاقة البديلة والمستجدة. وقد تحقق ذلك للفروع الأربعة الأولى من خلال إسهام الأساتذة والباحثين في الأقسام التي تضم هذه الفروع التخصصية في الكلية وأخواتها من الكليات في الجامعات العراقية كافة. كما نجح عدد من الفروع في إصدار أكثر من عدد واحد في العام المنصرم وهو ما أظهر قدرة البيئة البحثية على دعم المجلة بنتاجها الصالح للنشر، وهذا ما سنعمل على تحقيقه في الفروع الأخرى كافة.

إن هذه المجلة لن تواصل نجاحها ولن تحقق أهدافها إلا من خلال تفاعل إيجابي مثمر بينها وبين البيئة الحاضنة لها، وإن أولى ثمار هذا التفاعل هو تحقيق التواصل مع البيئة العالمية من خلال الظهور والتواجد عبر قناة علمية محكمة ورصينة مثل مجلة الدراسات التربوية والعلمية.